ثورة أرعبت الطغاة وأسعدت الأحرار

ثورة أرعبت الطغاة وأسعدت الأحرار

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
أحب كل من يشيل بصدره اسم حسين ..يبايع تاج بيه يكشفه ويظهره
واكره كل بشر هم شايل اسم حسين .. لاجن شايل اسم مايعرف بقدره
لقد همت في عشق سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين عليه السلام وسرحت بخيالي إلى أرض كربلاء لأعيش ذلك الموقف العظيم الذي وقفه بإباء مجابهاً به أعداء الدين ومشيداً به شريعة سيد المرسلين
موقف يبقى يفوح بعطر الدماء الزاكيات التي سالت من منحره الطاهر لتروي أرض الخلود ولتزرع بذور الحرية للإنسانية لتنموا يانعة وتثمر بالعطاء والفداء ليتزود من طيب ثمارها كل حر أبي على مر العصور وتعاقب السنين
نعم لقد شِلتُ حب سيد الشهداء في صدري ، فأنا حسينيٌ بفطرتي وحسينيٌ بنشأتي وحسينيٌ بتربيتي وحسينيٌ بتعاملي وحسينيٌ بجمال خلقي وحسينيٌ بزينة عقلي وصفاء فكري وحسينيٌ بعزيمتي وحسينيٌ برفضي للظلم والجور وحسينيٌ بصمودي وصبري وحسينيٌ بزرع الود في طريق الأحرار
نعم إني أحمل اسم الحسين في قلبي ليضخه عبر شراييني لتوصله لكل خلية لتتغذى حبه وترتوي بطيب الولاء له ليكون الحسين النواة الطيبة التي تتكون منه
نعم إني أحمل تلك المواقف الجليلة والتي خَلدَت الدين وأسعدت البشرية بذكر العزيز الحكيم والشهادة لخير المرسلين ومعرفة ولي الله وأمير المؤمنين
تلك المواقف التي يشهد لها العدو قبل الصديق ويُعظمها البعيد قبل القريب ، مواقف شامخة أزعجت السلطان الجائر ودوخت الجبابرة على مر العصور
كانت التضحية والشهادة هي هدف صاحبها من أجل أن يزرع في قلوب الأحرار الإباء والصمود في وجوه الأعداء ليكونوا لهم مزعجين ولكراسيهم مكسرين ولدولهم مسقطين بصدور عراة وأيدي لا تملك السلاح وقلوب تتفجر بالغيظ لتُفجر قصور الولاة المنافقين والسلاطين المتغطرسين الذين رأوا الدنيا مقبلة عليهم فظنوا أنهم خالدين
وها نحن ذا نشهد الثورات المتلاحقة والتي أسقط عروش الطغاة في زمن يسير لا يتعدى الليالي والأيام ، ثورات استمدت الإباء من سيد الشهداء وصرخت بعزة في وجوه المتسلطين ليُردوهم أذلاء خاسئين ، منهم من هرب كالفأر مختفياً وخائفاً من المحاكمة العادلة التي تنهي بحياته ، ومنهم من سقط في أيدي الشعب وصار يستقي الذل والهوان الذي كان يسقيه لأبناء شعبه ، ومنهم من لا يزال يقاوم معتمداً على أسياده الذين يحاولون أن يُبقوه لمصالحهم ويُسندوه بأسلحتهم ظناً منهم بأنهم سيتمكنون بذلك من إخماد ثورة الشعوب الغاضبة والسائرة على نهج الحسين عليه السلام
والبحرين الجريحة بأبنائها النبلاء الذين اتخذوا ثورة الحسين منهاجاً لهم وشعلة تُنير طريقهم وسلاحاً عظيماً ينتصرون به على عدوهم لهي خير شاهد على أن الظلم وإن طال فإن نهايته قريبه وإن حاول أن يُبدي الظالم الصمود ، ويُسخر إعلامه المأجور للنيل من تلك الثورة العارمة والتي مبتغاها نيل الحرية واستعادة الحقوق
نعم هاهم أبناء أوال يفتحون صدورهم لاستقبال أسلحة الفتك التي يستعملها ضدهم ذلك الغاشم المتسلط على رقابهم والذي ضاق ذرعاً بهم وبمطالبهم الشرعية بحقوق حُرموا منها طوال فترة حكم عائلة آل خليفة ليعيشوا فقراء والحاكم ينعم بالرفاهية والعيش الرغيد
وهذه صورة من صور الصمود ولوحة فنية تُبين كيف يتلقى أبناء البحرين الغيارى الموت بدم بارد وبجرائم بشعة يندى لها جبين الأحرار من الناس في أصقاع الأرض
صورة تُبين أسلحة الدمار التي يحملها جيش الجور ضد أناس أبرياء خرجوا من صمتهم وأعلنوا العزة والكرامة متخذين صرخة الحسين عليه السلام والتي قالها في وجه طاغية من طغاة بني أمية وبقيت تدوي في أرجاء الكون إلى هذا الزمان ليتخذها اليوم أبناء جزيرة أوال شعاراً لهم على طريق الإستقلال ونيل الحرية حتى ولو فقدوا الأعزة وفارقوا الأحبة
نعم إنها لصورة بالغة الأثر لذلك الجريح الذي رحل عن هذه الدنيا غارقاً في دمائه من جراء سلاح الفتك التي حاولت بذلك إسكاته متجاهلة بأن دماءه التي سُفكت ستبقى تفور في وجوههم تطلب بأخذ الثأر منهم كما هو سيد الشهداء
نعم إن من يحمل هذه الروح هو من شال حب الحسين في صدره ويستحق بذلك التبجيل والإحترام وتخليد الذكر وإبداء تحية السلام لروحه الطيبة
أما من عادى الحسين وحاول أن يُسكت صرخته وينتقم من محبيه فذلك ليس له في القلب إلا الإحتقار حتى ولو كان ملكاً يتسلط على رقاب العباد
فذلك الإنسان وإن انتفخ ظاهرياً بزبرجة الملك وكثرة الحراس إلا أنه خاوي النفس يعيش جباناً وإن امتلك أشد الأسلحة فتكاً ولا يَحترمه إلا من هم يتملقون له لينالوا حصتهم من المال المنهوب الذي سيكون وبالاً عليهم في اللحظة التي يثور فيها الشعب الأبي ويُسقط نظام الحكم الفاسد وأذنابه الآكلين من فضالته الخبيثة والمسروقة من أيدي الشعوب بالقوة والإجبار